كان فى ويوم من الايام امراءه عفيفه حسناء خرجت الى حمام معروف باسم حمام منجاب فلم تعرف طريقه وتعبت فى المشى فرات رجلا على باب داره وكان باب داره فسالته عن الحمام فقال هو هذا واشار الى بابه وكان باب داره يشبه الحمام فلما دخلت اغلق عليها الباب فلما رات نفسها فى داره وعلمت انه قد خدعها اظهرت له البشر والفرح باجتماعها معه وقالت له اشترى لنا مايطيب به عيشنا وشيئا من الطعام وعجل العوده الينا فقال لها الساعه اتيك بكل ما تريدين وتشنهين وخرج وتركها فى الدار ولم يغلقها لانه كان واثقا بها وبرغبتها فاشترى الرجل مايليق ورجع المنزل فوجدها قد خرجت وذهبت فهام الرجل بها واكثر لذكرها وصار يمشى كالمجنون فى الطرق والازمه وهو يقول :
يارب قائله يوما وقد تعبت اين الطريق الى حمام منجاب
فبينما يقول ذلك اذا بجاريته تقول له:
هلا جعلت سريعا اذ ظفرت بها حرزا على الدار او قفلا على الباب
فازاداد هيامه بها واشتد هيجانه ولم يزل كذلك حتى كان هذا البيت (:::اين الطريق الى حمام منجاب) هو اخر كلامه من الدنيا وكان كلما قيل له قل لا اله الا الله يقول هذا البيت فانظر كيف منعته هذه الخطيئه عن الاقرار بالشهادتين عند الموت مع اته لم يصدر منه الا ادخال المراه